Welcome!

Google

This website is advertisement FREE, to make sure, that we can show the truth about the Jamahiria! Please DONATE, and support our project!

Bookmark and Share

 GOOGLE Adverisement - 

Aljamahiria - السنة والشيعة : أصل الانقسام - Sunnis and Shiites: The origin of the split 

السنة والشيعة : أصل الانقسام 

المركـــز العالــمي لدراســات وأبحــاث الكتــاب الأخضــــر

       المحاضرة الشهرية الموســــم الثقـافي لسنـة 1375 و.ر ( 2007ف )

الحادية عشرة  بعنوان  :(  السنة والشيعة : أصل الانقسام )

للأستاذ الدكتور رجب بودبوس

 أستاذ في الجامعات الليبية – مدير عام المدرج الأخضر

الاثنيــن 23 من  شهر ناصر  1375و.ر ( 2007م ) 

المركـــز العالــمي لدراســات وأبحــاث الكتــاب الأخضــــر

       المحاضرة الشهرية الموســــم الثقـافي لسنـة 1375 و.ر ( 2007ف )

الحادية عشرة  بعنوان  :(  السنة والشيعة : أصل الانقسام )

للأستاذ الدكتور رجب بودبوس

 أستاذ في الجامعات الليبية – مدير عام المدرج الأخضر

الاثنيــن 23 من  شهر ناصر  1375و.ر ( 2007م )


مدير المحاضرة  الأستاذ موسى الشيباني   :

مدير إدارة الندوات والمؤتمرات :

 

الدكتور رجب بودبوس المعروف لديكم ، المفكر السياسي ، الفيلسوف العالمي ، ليناقش مجموعة من الأغراض السياسية إن صح التعبير ، ومجموعة من الأفكار للنظرية العامة التي يلقيها في هذه المحاضرة حول هذا الموضوع .

غني عن التعريف الأستاذ الدكتور رجب بودبوس ، ولكن ربما يكون من المفيد التذكير ببعض الجوانب العلمية ، فهو حاصل على الإجازة التخصصية في الفلسفة والاجتماع في سنة 1969 من القرن الماضي ، أيضاً متحصل على دبلوم لغة فرنسية من مركز تعليم اللغة بمدينة بيزانسون بفرنسا سنة 1970م ، ودبلوم الدراسات المعمقة للفلسفة من جامعة إكس إن بروفانس  بفرنســـا سنة 1972م ، إجازة عليا ماجستير سنة 1973 م، الإجازة الدقيقة ( الدكتوراه ) في الفلسفة من جامعة إكس إن بروفانس عام 1977 م ، أستاذ الفلسفة المعاصرة في الجامعات الليبيات منذ العام 1978م ، رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة قاريونس بنغازي سنة 1979 م ، رئيس قسم اللغة الفرنسية ، رئيس جامعة قاريونس للبحث العلمي منذ سنة 1983م إلى 1985م ، أمين مركز بحوث العلوم الإنسانية من سنة 1985 إلى 1986م ، أمين اللجنة الشعبية العامة للإعلام والثقافة منذ سنة 1983 م إلى  1990 م ، مدير عام المدرج الأخضر منذ سنة 1991 م وحتى الآن ، رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لأكاديمية الفكر الجماهيري من سنة 2001 إلى سنة 2006م ، عضو برلمان عموم أفريقيا ، هناك قائمة زاخرة من المؤلفات التي تفضل الأستاذ الدكتور رجب ابو دبوس بتقديمها مساهمة منه في الفكر الإنساني .

إذاً لن أطيل في هذه المقدمة ، الدكتور رجب بوبوس يتفضل بالمباشرة في طرح نظريته حول السنة والشيعة فليتفضل .

الأستاذ المحاضر / الأستاذ الدكتور رجب بودبوس : 

 

 

أولا السلام عليكم . ليس في الواقع نظرية ، لأن الموضوع لا يتطلب نظرية ، وإنما محاولة لفهم ما يوجد الآن .

        هناك من يتسمون بالشيعة ومن يتسمون بالسنة ، ما سبب هذا الانقسام ؟ إذاً هذه مجرد محاولة بحث لماذا الانقسام سنة وشيعة ؟ وبالتالي الأمر لا يحتمل في الواقع نظرية ولا يستحقه .

        أود في البداية التركيز على أنني سأطرح الموضوع محايدا لا من منطلق سني ولا من منطلق شيعــي . أما كوني مسلماً فإن الإسلام يوحد سنة وشيعة ، وبالتالي لا يدخل في الانقسام . هناك انقسام سنة وشيعة لأني سني وكوني مسلما هذا قاسم مشترك بين الجميع .

كل ما أريده في هذه الورقة البسيطة هو كما قلت معرفة أصل الانقسام رغم الوحدة . هناك وحدة ، وهناك انقسام ، لماذا حدث هذا ؟ في هذه الأيام العصيبة جداً بالنسبة لأمتنا الإسلامية والعربية .

        ولن أطيل في هذاوأنتم تعرفون ما يحدث ، يكفي أن تستمعوا إلى نشرة الأخبار موجة قتل ، تفجيرات في العراق وفلسطين والصومال ، أينما يوجد إسلام يوجد موت ودمار ، وأحياناً بين المسلمين أنفسهم . وما يحدث بين السنة والشيعة ، جامع سني يفجر من الشيعة ، وجامع شيعي يفجر من السنة ، وفي الهند أيضاً . ومساعي البعض في إذكاء نار الفتنة ، نعم إذكاء نار الفتنة ، ولكن إذا لم يجد البنزين أصلاً فلن يستطيع أن يفعل شيئاَ ؟ وإذا لم يستطع من يساعده في ذلك لن يستطيع إشعال نار الفتنة بين المسلمين .

السؤال ، ما الذي يجعل المسلمين ينقسمون سنة وشيعة ؟   

السؤال :

ما هو السبب ؟ شخصيا لست متخصصا في هذا الموضوع ، وشخصيا أحيانا ليس لدي الرغبة في دراسة هذا الموضوع . وتعتبر أن هذا الماضي هناك أناس تخاصموا على السلطة مثل عثمان وعلي وأبو بكر تخاصموا على السلطة وانتهت كما انتهت ، ما الداعي الآن للخوض فيها ، عائشة من ناحية ومعاوية من ناحية، علي بن أبي طالب من ناحية ، تقاتلوا واقعة الجمل . إذاً هذا هو التاريخ ، لم أكن أجد أي حافز لدراسة هذا الموضوع لأنه انتهى . والماضي دائماً قد انتهى ، ولا سبيل أبداً إلى إعادته لأنه ماض ، تخاصموا وتقاتلوا ومن عاش قد عاش ومن .مات قد مات وهناك ظالم ومظلوم ، بعد أكثر من ألف سنة اكتشفت أن هذا الموضوع لا يزال حياً بيننا إلى اليوم وهو ما زال السبب في إسالة الدماء إلى الآن . إذاً حصل ما حصل . إذاً نظرنا إلى الحجج المبررة لهذا الانقسام . زرت إيران وحصلت من شارع اسمه ناصر خضرو موجودة فيه كل المكتبات هناك أكثر من خمسين مجلداً في هذا الموضوع ، إذا نظرنا إلى الحجج المبررة لهذا القتال لا تجد فيها ما يرجع إلى أصول الإسلام في القرآن الكريم ، كل الحجج لن تجد فيها ما يرجع بالضبط إلى الأصل الإسلامي في القرآن ، حقيقة وحي الله إلى رسول الله ، ما عدا ذلك فيه نظر ، لا تجد مع ذلك في القرآن إطلاقاً الحجج التي يتحججون بها . هكذا أقول إنه انقسام المسلمين وليس انقسام المسلمين وهذه أول نقطة ، نعم المسلمون منقسمون ولكن ليسوا في الإسلام منقسمين ، هناك فرق بين القول بالانقسام في الإسلام وبين القول بانقسام المسلمين ، ننقسم على عدة أشياء على الحكم مثلاَ انقسموا على بئر ماء ، على فرس وعلى الحكم  ولكن ليس انقسام الإسلام .

        في نظري ليس هناك إسلام سني ، هناك بعض الكتاب المستشرقين وغيرهم ، يقولون إسلاما سنيا وإسلاما شيعيا ، وكأن هناك إسلاميين ، لا يوجد إسلامان ، هناك إسلام واحد ، لا سني ولا شيعي ، الإسلام دين واحد ، أساسه القرآن ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، لا يوجد غيره ، تقبله أو لا تقبله أنت حر ، ولكن لا يوجد غيره، هذا الموجود لا يقبل الإنقسام ،  يعني تأتي بقرآن جديد ، رسول جديد . إذا قبلت إن محمدا رسول الله وإذا القرآن منزل من الله والله واحد ففي هذه الحالة مهما  انقسمت بعد ذلك يبقى هناك وحدة .

        انقسام المسلمين حقيقة تاريخية لا نستطيع أن نقول فيها شيئا فيها موتى فيها دم فيها دمار ... حقيقة تاريخية ، كما أن وحدة الإسلام حقيقة ، وهذه النقطة الأولى ، انقسام المسلمين أيضاَ حقيقة لا يمكن أن ننكرها ، إذاً من غير المجدي البحث عن سبب هذا الانقسام في الإسلام ،لن تجد سبباًَ لهذا الانقسام في الإسلام ، فأين نبحث عن ذلك ؟

هدفنا أن نفهم ونعي السبب لعل وعينا وفهمنا يطفأن نار الفتنة ، التي تهدد عقيدتنا بين أعداء يتربصون بنا ، بعضهم ذهب إلى أن إيران أخطر على الأمة العربية من إسرائيل ، مهما كان العداء ، مهما كان الخلاف بيننا وبين إيران وأنا لا أستبعد أن لديها طموحات كأية دولة ، لكن لا يمكن أن ترقى إلى مستوى أن تكون أخطر علينا من إسرائيل أو الولايات المتحدة ، ، لقد سمعت بنفسي بعض اليهود الألمان يقولون إن بعض العرب يقولون لنا إن خطر الإيرانيين علينا أخطر من الإسرائيليين ، والآن بدؤوا كما يقول يتفقون مع إسرائيل ضد هذا الخطر ، هذا غير معقول ، لابد من إعادة حساباتنا .

المذهب السني والمذهب الشيعي هما بلا شك أهم مكونات الإسلام التاريخي وأرجو أن يكون ذلك واضحاً لديكم . الإسلام التاريخي غير الإسلام ، الإسلام التاريخي يعني كما عاشه الناس ، كما الناس فهموه ، وليس الإسلام تيارين لا يطعنان مع ذلك في وحدة دين والذي يتفق كل المؤمنين به على العقيدة المؤسسة له وحدانية الله ورسالة محمد ، وهذا ليس كلامي ، بل هو كلام المستشرقين أيضاً . ليس هناك حتى ما بين المستشرقين من يرى أن هناك اختلافا أو يعني انقساما في العقيدة الإسلامية ، كلهم يتفقون على المبادئ الأساسية ، الأصول، أصول الإسلام ما هي؟ محمد ووحدانية الله ، اختلافهم الأساسي وسبب الانشقاق هو مسألة الخلافة ، والتي يسميها الشيعة إمامة ، إن المسألة ليست مجرد اختلاف في الكلمات . أحدهم يقول خلافة، والآخر يقول إمامة ، بل هي أبعد من ذلك ، السنة يؤكدون شرعية الخلفاء الأوائل أبى بكر وعمر وعثمان ويدعون إلى طاعة الرئيس السياسي شريطة ألا يأمر بما يخالف الشرع الإلهي. كما يرفض السنة الطائفية ، مستندين على توافق الأمة لكنهم يعتبرون أن تفسير الدين أو الاجتهاد قد أنجز بتكون مدارس الفقه السني الأربع ، أي أنهم يعترفون بالخلفاء وبالذات الأوائل لأنهم هم المشكلة أبو بكر وعمر وعثمان ، ويرون أن طاعة الرئيس واجبة أياً كان بشرط ألا يأمر بما يخالف الشريعة . ويرون أن الاجتهاد قد أقفل ، والمدارس الأربع قد أنشئت . هذا هو عموماً المذهب السني .

الشيعة بشكل عام يرفضون الاعتراف بالخلفاء الثلاثة الأوائل لا بأبي بكر ولا عمر ولا عثمان هذه أول نقطة خلاف ، ويبدأ اعترافهم من علي بن أبي طالب مستندين إلى أن الإمامة تكليف إلهي ليس للناس الحق فيها . فالإمامة مثل النبوة بالنسبة لهم وصدرها إلهي وليس دنيويا ، ويرون أن الله حدد مهمتين : مهمة النبوة لمحمد عليه الصلاة والسلام ، والإمامة لعلي بن أبي طالب . فالناس ليس لهم الحق في اختيار الحاكم ، بل الله هو من يكلفه . إذاً هذه أول نقطة خلاف بين السنة الذين يرون أن أي شخص يستطيع أن يكون حاكما وسمه ما شئت سمه خليفة أو إماما أو رئيس جمهورية أو ملكا كلها أسماء ، المهم ألا يخالف شرع الله ، وعليك أن تطيعه إلا إذا أمرك بمعصية ضد الشريعة .

أما الشيعة فيقولون لا ، ليس من حقكم أن تختاروا الحاكم ، هذا من حق الإله ، وطبعاً يرفضون الاعتراف بالثلاثة الأوائل من الخلفاء ، ويبدأ التناقض من علي بن أبي طالب ، الإمامة مثل النبوة بالنسبة لهم مصدرها إلهي وليس دنيويا يرون أن الله أعطى مهمتين : مهمة النبوة لمحمد عليه الصلاة والسلام والإمامة لعلي ، هكذا قسمت المسألة، الله قسمها وبالتالي أنتم كبشر لا يجوز لكم التدخل في هذا الموضوع ، أنت الآن لا تتدخل في النبوة وتقول إنه لا يعجبني أن يكون محمد رسول الله هذا تكليف إلهي ، ففي هذه الحالة يقولون نفس الشئ الإمامة تكليف إلهي أيضاً .

أما في موضوع تفسير الدين أو الاجتهاد فيرون أن ذلك من اختصاص الإمام خضر لا يجوز لأحد أن يجتهد إلا الإمام . أما البقية فلا يجتهدون . ونرى الآن فتاوى يصدرها الأئمة ولكن ليسوا أئمة حقيقيين ، في الغالب هم أئمة قائمون بأعمال الأئمة إن صح التعبير ، ولا يقبلون من السنة النبوية إلا ما يضمنه أهل البيت أي سنة نبوية ما لم تأت عن طريق أهل البيت ، فهي مرفوضة بالنسبة للشيعة ، أهل البيت ليسوا أهل بيت النبي ، هم أهل البيت هم أهل بيت علي ، وليس بيت النبي ، لأن عائشة من بيت النبي وهي قد قاتلت عليا ، فهم يعترفون بأهل بيت علي ، أي أهل البيت هم فاطمة وأبناؤها الحسن والحسين .

هذا هو الواقع . إن الخلاف أساساً سياسي حول من هو الأحق بالخلافة أو الإمامة، الشيعة يقصرون هذا الحق على أهل البيت ويقصدون بهذا عليا وفاطمة ونسلهما ، بينما يراها السنة جائزة لكل مسلم شرط عدم مخالفة الشريعة .

        عندما نسمع أهل البيت عند الشيعة لا يجب أن نتصور أنهم أهل بيت الرسول ، فالذي يفهم بالنسبة لهم هو أهل بيت علي بن أبي طالب ، علي وفاطمة ونسلهما الحسن والحسين .

        أهل بيت الرسول أكثر من علي وفاطمة ، هناك آخرون ، هناك زوجات الرسول ، هناك أقاربه من أبيه وأمه ، هؤلاء كلهم بيت النبي ، ولكن بالنسبة للشيعة هؤلاء ليسوا من أهل بيت النبي .

        أصل الخلاف إذاً سياسي ، وهناك بعد ذلك محاولات لإعطاء كل منهما مصداقية لمذهبه وأنا لا يهمني هنا لا سنة ولا شيعة سيان ، من خلال ما ينسب للرسول بدؤوا يستخدمون الأحاديث  . لي كتاب منشور بعنوان الدين والعقل يمكن أن ترجعوا إليه .

الدين والعقل ،  الدين موضوع الأحاديث هي اختلاف الأحاديث عن رسول الله، في القضية السياسية بالذات لأن القرآن شهادة ليس فيه خلاف وليس من الممكن أن ندخل فيه آيات جديدة ، جُمع وأجُمع عليه وبالتالي لا يمكن إدخال أي تعديل عليه . رغم محاولات في ذلك استحدثوا الآن قرآنا جديدا أسموه الفاروق وغيرها ، مع ذلك " إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " ، ليس هناك إمكانية للدخول وتغيير القرآن وإضافة آيات تعطي الحق لهذا ولذاك ، فلجؤوا إلى الأحاديث ، لأن الأحاديث أولا لم تدون إلا مائة سنة بعد وفاة الرسول وأنت تصور في ذلك الوقت حيث لا يوجد أدوات تسجيل ولا غيرها ، فقد كانت الأحاديث مسموعة أي تحفظ سماعيا فقط تنتقل من شخص لآخر ، فبعد مائة سنة ماذا يبقى من أحاديث حفظت سماعياً حتى ولو كان العرب مشهورين بالحفظ وغير ذلك ، ولكن هذه مائة سنة ولهذا كانت الفرصة لاستخدام الأحاديث ، أحاديث تقول إن باب الجنة علي ، قل ما شئت وبدأ الاستخدام ما ينسب للرسول . فذلك يستهدف منه دليل كل مذهب على آخر ، ووحدة جماعة المذهب . لابد أن تجد في أي تنظيم سياسي أي هذا التنظيم السياسي يعطي لجماعته شيئين : ما يميزه عن غيره ، مثلاً عندما تراه تعرفه بأنه منتمٍ لحزب معين ، منتمٍٍ مثلاً للحزب الشيوعي ، هذا من الحزب الاشتراكي ، وأيضاً يوحد الجماعة ، هذا هو الهدف ، في كل التنظيمات السياسية يحدث ذلك ، مثلنا نحن عندما ترى شخصا يمسك شيئا أخضر تقول إنه من اللجان الثورية ، كل التنظيمات السياسية تعطي شعارات أحياناً منطوقة وأحياناً محمولة.

الهدف منه وحدة المجموعة ليعرف بعضهم البعض ، وأيضاًَ تتميز عن الآخرين. هذه هي تماماً ما أعطي لهذه الطوائف من أشياء . أما لتحقق وحدة الجماعة فقد قال لي أحدهم إن لحيتي سنية ، فقلت له لا أعرف فقال لي إذن أنت معنا ، فأصحاب السراويل القصيرة يعرفون بعضهم ، وفي نفس الوقت يتميزون عن الآخرين، كل ما أعطي لهذه المذاهب أو هذه الطوائف سواء أكانوا سنة أو شيعة هو لوحدة المجموعة مع بعضها ، نعرف أنفسنا لأن لحيتنا بشكل معين أو نعرف بعضنا أننا شيعة لأننا نصلي على قطعة حجر ، ولكي نتميز عن الآخرين وهذا كما قلت في كل التنظيمات السياسية موجود .

لنتعرف الآن بعض الشئ عن السنة ، مصطلح السنة يرجع إلى مصطلح أهل السنة والجماعة ، وهي سمة تشير إلى الجماعة الأغلبية التي انفصل عنها الشيعة ،  وهذه حقيقة ، الشيعة هم الذين انفصلوا عن الجماعة وبالتالي شيعة أي تشيع شيعة، أي انفصل عن الأغلبية الذين هم يعتبرون أنفسهم أهل الجماعة ، ولا زال أهل السنة حتى يومنا هذا يشكلون الأغلبية الساحقة بين مسلمي العالم ، نستطيع أن نقول إن 80% من المسلمين في العالم سنة ،  ويمكن أن نقول إن 20 أو 15% من المسلمين والذي يبلغ عددهم مليارا وربعا شيعة ، لا يزالون أقلية وهذا يعني أن الشيعة هم الذين انفصلوا عن أغلبية المسلمين ، كبار فقهاء السنة أو الأئمة الكبار عملوا في القرون الأولى للإسلام علي تكييف رسالة القرآن مع المتطلبات الجديدة زماناً ومكاناً وتكملة ما لم يرد فيه نص قرآني، هكذا أسسوا أربع مدارس فقهية هي (الحنفية – المالكية – الشافعية – الحنبيلة ) أما في مسألة الخلافة بين أهل السنة فهم يؤكدون شرعية الخلفاء الأوائل من ناحية، ويرون وجوب طاعة الرئيس السياسي شريطة ألا يأمر بما يخالف الشرع الإلهي ، وحيث إنهم يرون أنفسهم أهل جماعة فإنهم يرفضون الطائفية الدينية ، بمعنى أن الطائفية الدينية مرفوضة بالنسبة للسنة ، لهذا فإن هناك أربع مدارس كما قلنا الشافعية والحنبلية والمالكية والحنفية ولكنها ليست طائفية ، لماذا ؟ مدارس أهل السنة الأربع لبست طوائف دينية بل تعبير عن اجتهادات فقهية . نحن لم نسمع عن دولة حنفية أو مالكية أو دولة شافعية لا يوجد ، وبالتالي ليس لها ارتباط بالنظام السياسي ، هذا من ناحية ، حيث توجد في الغالب أكثر من مدرسة فقهية ، نفس الدولة نجد فيها قاضيا مالكيا وقاضيا حنفيا وقاضيا شافعيا ، فالدولة لا تقول إما مالكي أو مرفوض الباقي لا يوجد لدينا هذا، في الإمكان أن يوجد عدة قضاة أو عدة فقهاء أي أن المدارس الأربع يمكن أن نجدها في نفس البلد .

 كما أنه من النادر تاريخياً حدوث نزاع سياسي عسكري بين هذه المذاهب ، لم نسمع عن مشاكل بين مالكية مع حنفية ، ذلك لأن مدارس السنة الأربع لم ترتب ظاهرة طائفية ، لم تتحول إلى طوائف ، وبالتالي لا يوجد ما يعزلها عن بعضها البعض ، حيت إنه أحياناً لا تستطيع أن تعرف أن هذا شافعي أو حنبلي أو حنفي أو مالكي ، لا يوجد لديهم شعارات تميزهم عن بعضهم رغم أنهم أربعة مذاهب إلا أنها ظلت مدارس فقهية تختلف في بعض الاجتهاد ، إلا أن هذا الاختلاف لم يتحول إلى اقتتال طائفي بين المذاهب ، بمعنى أن جماعة أهل السنة ظلوا موحدين لم تحدث بينهم المدارس الفقهية قتالا يذكر ، وأحيانا بإمكان كل واحد منا أن تستشير حنفيا ، لا توجد مشكلة أو تستشير حنبليا ، أو مالكيا والرأي الذي يعجبك تستطيع أن تأخذ به ، وبالتالي لا يوجد لدينا فارق بين هذا حنبلي وآخر حنفي وآخر مالكي وآخر شافعي ، فالمسلم بالنسبة للمدارس السنية ليس ملزما برأي مدرسة منها دون غيرها ، وهذا يعني أنه لا وجود لمسلم شافعي أو مالكي أو حنبلي أو حنفي ، المدارس الفقهية هذه ظلت على هذا المستوى بعض الاجتهادات خذ منها ما يعجبك ودع الذي لا يعجبك . ولم ترتب حدوداً باطلة بين المسلمين ، ليس بإمكانها تعديها سياسياً وعقائدياً  . ولكن لا يوجد فاصل بين هذا المذهب المالكي وهذا المذهب الشافعي .

المذهب الشيعي على العكس لا يسمح للشيعي بالأخذ بما يقول به أحد أو كل هذه المذاهب ، هذا أول فرض لا يستطيع شيعي أن يستشير مالكيا أو حنفيا لا يمكن ذلك ، مما أوجد انقساما طائفياً بين الشيعة وأهل السنة ، وأيضاً بين طوائف الشيعة ، المدارس الفقهية في السنة لم تحدث طوائف ، بينما على العكس الشيعة حصلت طوائف في الشيعة نفسها ، وهذا ما أنفذ الطائفية الشيعية بمقابل أهل السنة وما بين طوائف الشيعة أنفسهم وهذا يرجع أساساً ليس إلى الاختلافات العقائدية بل سنجدها على أساس سياسي. بالطبع لو تم هذا الاعتراف لو الشيعة اعترفت بمدارس السنة أو بأهل السنة ما بقيت الشيعة شيعة ، عكس ما لو اعترف المالكي بالشافعي لا توجد مشكلة هي مجرد أراء واجتهادات ، إذا لو الشيعة اعترفت بالسنة لانتهت الشيعة فيه آراء من الممكن أن تأخذ ما تريد ، المفتي في نهاية الأمر ضميرك وليس الناس ، إذا شعرت  أن ما تفعله حرام فهو حرام إذا شعرت أن ما تفعله هو حلال فهو حلال ، لكن أحيانا عندما تريد شيئا وتريد أن تعطي لنفسك قناعة به مفتي في أحد المذاهب التي تريد أو بالعكس عندك اختيار المستشار هو اختيار للاستشارة ، لا تضحك على نفسك ، الشخص الذي اخترته لكي تستشيره معناه أنك اخترت الاستشارة قبل أن يشيروا عليك بها . مذهب الشيعة مؤسس على موقف من الخلافة ومن الخلفاء الأوائل الاعتراف بمدارس أهل السنة يعني الطعن في أساسه . يعني انتهى مبدأ رفضك للخلفاء الأوائل ورأيك في الإمامة، ولهذا هناك حد فاصل يحرصون عليه ما بين الشيعة والسنة ، ممنوع العبور، لا تعبر .

يستند أهل السنة على توافق الأمة الإسلامية لكن ما يمكن أن يؤخذ على مذهبهم لأنهم بالطبع ليسوا بدون مساوئ اعتبارهم أن تفسير الدين أو الاجتهاد قد أنجز بتكوين المدارس الأربع وبالتالي نهاية الاجتهاد هم أباحوا لأجيال معينة ما حرموه على بقية أجيال المسلمين ، بأي حق تعطي لنفسك حق الاجتهاد وتحرمه على غيرك ؟ وهذا ما نسميه بقفل باب الاجتهاد بعد ذلك ، وبالتالي نهاية الاجتهاد ، هكذا أباحوا لجيل أو أجيال معينة ما حرموه على بقية أجيال المسلمين . أصابوا أم أخطؤوا أجرهم على الله، لكن بأي حق تعطي لنفسك حق الاجتهاد وتحرمه على غيرك ؟ هل أنت من ألف سنة أعلم مني ؟ هل تعرف أكثر مني ؟ مؤمن أكثر مني ؟ حريص على الإسلام أكثر مني ؟  المشكلة الآن أننا جعلنا اجتهادات هؤلاء الأئمة أكثر قدسية من القرآن ، هي التي نقدسها وليس  القرآن ، لابد أن يكون الاجتهاد مفتوحا لأن ظروف العالم قد تغيرت ، ما كان صالحاً من ألف سنة مضت وحتى من مائة سنة أصبح غير صالح ، هكذا أقفلوا باب الاجتهاد . ويوجد لديك أربع مدارس إما حنبلي أو حنفي أو شافعي أو مالكي ، هكذا أعطوا لجيل أو أجيال معينة ما حرموه على بقية أجيال المسلمين وهذا ما أدى إلى جمود المذهب السني وتخلفه عن مواكبة التغيرات والتطورات الاجتماعية التاريخية عندما أقفل باب الاجتهاد هذا الجمود وهذا التخلف يرجعه البعض إلى الإسلام المتخلف هم المسلمون الذين أقفلوا باب الاجتهاد . وبالتالي لم يستطع الإسلام مواكبة التطورات التي تحصل . لو أخذنا مسألة الربا هل الآن التعامل مع المصارف والقروض هو ربا  بنفس النظرة التي كان يعامل بها الربا في عصر حنبل . لأنه ليس من المعقول أن نقول لأوروبا إن أموال النقد التي عندك مليارات الدولارات لا نأخذ عليها ربا لأن هذا حرام، ليس معقولا خذ الرَّبا وأعطه للفقراء .

في هذه النقطة أي نقطة الاجتهاد وقفل الاجتهاد يختلف المذهب الشيعي بشكل عام على المذهب السني . الشيعة يجعلون تفسير الدين أو الاجتهاد من صفات الإمام، والذي يعني أن الاجتهاد لا زال ممكناً هذا حقيقة بالنسبة للشيعة ، ولكن ما يؤخذ على الشيعة في هذه المسألة أنها قصرت هذا الحق على الإمام فقط ، أي له الحق في التحليل والتحريم، هذا يذكرني بمجلس يسمونه ( ديسكوبا ) الآن الإمام الجديد للفاتيكان أكبر فتوى ، زمان هناك مشكلة ربما سمعتم عنها الطفل لم يفعل خيرا لكي يدخل النار ولم يفعل شرا لكي يدخل الجنة زمان الفتوى التي أصدروها قالوا هذا يبقى في السقيفة عندما نعطي شخصا واحدا أو مجلس حق أنه يحرم أو يحلل . الشيعة تعطيه لواحد فقط هو الإمام ، له الحق فقط أن يجتهد وأن يحلل وأن يحرم ، من فترة سمعت أحد آيات الله للأسف السيستاني يصدر فتوى من يدخل العراق من غير أبوابها الشرعية كافر . أبوابها الشرعية في يد من ؟ هذا بلد محتل ، البوابة بينها وبين سوريا في يد من ؟ في يد الأمريكان والسعودية . إذاً من لا يدخل العراق عن طريق الأمريكان فهو كافر. بالنسبة للشيعي لا يستطيع مناقشة هذا . إن الشيعة قصرت هذا الحق على الإمام أي على فرد من الأمة والذي كان يحتكر الحكم السياسي والسلطة الروحية معاً وليس هناك أكثر من هذا ، في الدنيا تدخلنا للسجن وفي الآخرة تدخلنا لجهنم .

 مسألة من له الحق في الخلافة أو الإمامة ومن يعترض فيه من الخلفاء الأوائل لم تقسم المسلمين إلى سنة وشيعة فقط ، وأيضاً قسمت الشيعة ، الشيعة أنفسهم انقسموا على نفس المسألة ، بالنسبة للشيعة وهم أنصار علي بن أبي طالب يجب أن يكون خلفاء الرسول من عائلته ، وهكذا يطعنون في الخلفاء الثلاثة الأوائل فمالا يقبلون من السنة إلا ما جاء عن طريق أهل البيت أي علي وفاطمة وأبنائهما الحسن والحسين ، ذلك يعني أن المقصود لأهل البيت عند الشيعة يقتصر على علي وفاطمة ونسلهما وليس كل أهل بيت الرسول .

المسألة الأساسية عند الشيعة وسبب انشقاقهم عن الجماعة هي الإمامة ، والتي تحل لديهم محل الخلافة ،  إذاً ما هو الفرق بين الإمامة والخلافة  ؟ الإمام يجب أن يكون من نسل علي والذي منحه الله ميزات خاصة تجعل منه معصوماً وهو وحده المؤهل لتفسير الدين أو الاجتهاد وقيادة الأمة . إذاً الإمام معصوم عصمة الرسول ، في نفس منزلة الرسول . إن إحلال الإمامة محل الخلافة عند الشيعة يتحدثون عن الإمام وليس عن الخليفة . ليس مجرد استبدال مصطلح بآخر . الإمامة تتفوق على الخلافة من وجهة نظرهم ، الإمام أقدر من كونه خليفة رسول الله ، إنه مكلف بمهمة على قدم المساواة مع مهمة الرسول، الند بالند للرسول ، إذاً الإمام بهذه النظرة يجب أن يكون مساويا للرسول ، ولهذا حتى في الأذان يقرنون بين الاثنين أشهد أن محمدا رسول الله وأن عليا ولي الله ، لأنهم يعتبرون الاثنين في نفس المنزلة ، مهمة الرسول إبلاغ القرآن وهذه يقولون عنها انتهت ، لأن الرسالة بلغت وانتهت . مهمة الإمام قيادة الأمة إلى يوم الدين . في هذه الحالة الإمامة أعظم وأقوى ، فالنسبة للرسول أبلغ رسالته وانتهت مهمته ، لكن الإمامة تبقى إلى يوم الدين هذه هي الفكرة الأساسية في الشيعة .

قائمة الأئمة المعترضين في المذهب الشيعي تمثل نقطة الخلاف رغم أنهم متفقون على أن الإمام من نسل علي بن أبي طالب وفاطمة مكانته مساوية للرسول أو أكبر من ذلك ، رغم هذا الاتفاق هناك انقسام حول من يعترف به من الأئمة ؟ لأن عليا مات، والأئمة الذين جاؤوا بعده اختلفوا ، كل واحد منهم عنده عدد معين يعترف بهم، فانقسموا شيعة أيضاً في داخل الشيعة ، من هؤلاء :

أولاً : الإماميون ، أو طائفة الإماميين أو الشيعة الإمامية والذين يمثلون تيار الأغلبية في المذهب الشيعي ، يعترفون باثني عشر إماما ولهذا قد سموا الإمامية ، والذين آخرهم لم يمت . اختفى بشكل غامض وهم في انتظار عودته ، هناك تعليق بسيط على هذا ، لقد كنت في طهران سألوني أنا من أين ؟ فقلت من ليبيا . فقالوا لي أين موسى الصدر ؟ فقلت لهم ذهب يبحث عن المهدي المنتظر .   

بالنسبة للجعفرية ، آخر الآئمة الاثنى عشر اختفى عام 260 هجري وهم لا يزالون ينتظرونه ، ويعتقدون أنه سوف يظهر ، وهم لا يزالون في انتظاره . بالنسبة لهم الإمامة كالنبوءة باستثناء الوحي ، الإمام فقط ينقصه الوحي ، وهي أصل من أصول الدين، مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج ، الإمامة يعتبرونها أصلا من أصول الدين. ويذهبـــون إلـــى أن قواعد الإســـلام خمس وهـــي : طبعـــاً شهــــادة أن لا إله إلا الله لا يعبرونها... الصلاة الزكاة الصوم الحج والولاية، الصلاة موجودة في القرآن وكذلك الزكاة والصوم والحج ، إذاً الولاية أين ؟ وعلى ذلك يرون أن صلاة وعبادة أهل السنة غير مقبولة لأنها ليست مأخوذة على طريقة أئمة الشيعة ، إما أن تأخذوا عن أئمة الشيعة أو صلاتكم غير مقبولة . إن جعلهم الولاية أصلا من أصول الدين لا يوجد دليل على قولهم بأن الإمامة أصل من أصول الدين في القرآن الكريم ، على العكس يوجد به ما يشير صراحـــة إلى غير ذلك عندما يجعــــل القرآن الشورى صفة مــــن صفات المؤمنين ، " والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم " وليست الولاية ، إذاً ما جدوى الشورى إذا كان هناك حاكم كلفه الله ؟ إذاً عندما أمرنا الله بالشورى فمعنى ذلك أنه لم يكلف حاكما . بالعكس عندما نص القرآن على الشورى فمعناه أنه ليس هناك تكليف حاكم ، هذه الشورى تصير بلا معنى . كما يذهب الشيعة ليس للناس حق التدخل في تعليمات الإمام ، لأن الله هو الذي يعينه ، وهذا المذهب يبطل الشورى ، ويجعل كل ديمقراطية مستحيلة ، لا يمكن الاعتقاد بأن الله هو الذي عين الحاكم لا توجد ديمقراطية لا مباشرة ولا غير مباشرة . الشيعة عموماً يؤمنون بالرجعة هكذا الإمام محمد بن الحسن العسكري وهو إمام الزمان ، وهو لا زال حياً وسوف يعود في آخر الزمان ، ويقتص ممن اغتصب الحكم منه . الإمامة هكذا ليست من المصالح الدنيوية ، ولأنهم لا يستطيعون تغيير هذا المذهب قرآنياً فإنهم لجؤوا إلى الأحاديث المنسوبة إلى الرسول والتي جاءت عن طريق أهل البيت . كيف أتت الأحاديث التي جاءت عن طريق أئمة الشيعة وأهل البيت علي بن أبي طالب  كان متعلقاً بالحكم ، لكن الشيعي يمكن أن يوجد في وسط يخالفه المذهب لهذا قالوا بالتقية ، أي التستر والكتمان ، إذا جئت في وسط ليس شيعيا وتخاف على نفسك اخف اعتقادك ومجاملة المخالفين في العقيدة لموافقتهم في عقائدهم اتقاءً لإيذائهم ، وهذا يدل على أن الشيعة غالباً ودائما أقلية بين أهل السنة ، وبالتالي خافوا فيتقون ، لأن إمام التقية قال إنه يجب عليهم إخفاء عقائدهم الأصلية . لكن التقية ليست إلى الأبد وإنما إلى حين أن تكون الفرصة مناسبة لإظهار العقيدة الشيعية ، عندما تجد الفرصة مناسبة أظهر عقيدتك .

الطائفة الثانية : الإسماعيليون : وهذه إحدى طوائف الشيعة ، وهذه الطوائف ليست مثل مدارس السنة ، لأن مدارس السنة لا يوجد بينها فواصل ، أما طوائف الشيعة فبينها فواصل ، الإسماعيليون يرجع البعض نسبة هذه الطائفة إلى الإمام محمد بن مكتوم بن إسماعيل المختفي الذي يؤمن الإسماعليون برجعته بعد غيبته ، لكن من الإسماعليين من يرى الإمامة في أئمة مستورين حيث لا تخلو الأرض من إمام حي . الإمام دائماً موجود لا يمكن أن تخلو منه الأرض ، لكن أحياناً يكون ظاهرا مكشوفا وأحياناً يكون باطنا ومستورا . فعندما لا يكون عندنا إمام ظاهر معناها أنه موجود لكن لا يراه أحد . يعترف الإسماعليون بسبعة أئمة آخرهم إسماعيل بن جعفر ، والذي غاب هو أيضاً ، ويعتبرونه المهدي المنتظر ، ويرجع البعض نسبة الطائفة الإسماعيلية إليه أي إلى إسماعيل بن جعفر السابق والذي لم تعترف الشيعة الاثنا عشرية بإمامته ، رفضوه بينما وقف الإسماعليون عند إمامته فسموا أيضاً بالسبعية . أي الذين يعترفون بسبعة أئمة ، ومن ثم الاثنىا عشرية الذين يعترفون باثنى عشر إماما .

ثالثاً : الزيديون ، هم أيضاً مذهب من مذاهب الشيعة ، يمثلون التيار الشيعي الأكثر اعتدالاً وإن كانوا يعترفون بخمسة أئمة لا اثني عشر ولا سبعة أئمة لكنهم لا يؤمنون بالإمـــام المختفــي ، ويعتـــرفون بخلافة أبي بكر وعمر ، حتى لو أن عليا مفضل عليهم ....أحسن منهم ، الزيديون يحكمون اليمن منذ عام 893 هجري ، إضافة إلى أن التيارات الثلاثة أو الثلاث طوائف الكبيرة هذه في الشيعة هناك من يسمون غلاة للشيعة، والانقسام لم يقف عند هذا الحد . أمثلة منهم : النصيرية : ألهوا علي بن أبي طالب يعتبرون أن عليا إله ، في أي وضع من الزمان عبادة الشخص تؤدي إلى الآلهة.     ميزة الإسلام أنه يقول إن محمدا رسول الله بشر ، وما أنا إلا بشر مثلكم ، وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل . القصد أن تحترم محمدا في كونه رسول الله يحمل كلمة الله . لكن لا تقل إنه عندما ولد كل الشجر قد سقط ، هنا إذا سقط الشجر فلن يخرج مرة أخرى . أي تقديس لإنسان سينتهي إلى تأليهه وهذا هو الذي حدث ، نحن نحترم علي بن ابي طالب ونقدره ، وأتذكر أن صوره تباع في بنغازي . كانت صوره مباحة. وكان في إحدى صوره يحمل في يده سيف ذى الفقار ، وصورة الحسن والحسين . وكان وسيماً وذوا لحية جميلة . نحن نقدر عليا فهو ابن عم الرسول ولكن ليس إلى هذا الحد ، إلى أن أن يصبح إلها يتجسد فيه الله كما تجسد في المسيح عند المسيحية . ذات مرة أحد المسحيين قال لي إن الله قد تجسد في بطن مريم وبالتالي أنجبته ، إذاً في هذه الحالة فإن مريم قد أنجبت الله ، فقلت له إن الطفل لكي يولد يظل في بطن أمه تسعة أشهر ، فبالتالي إذا ظل الله في بطن مريم تسعة أشهر فإن العالم قد ظل بدون إله لمدة تسعة أشهر ، إذاً إذا استطاع العالم أن يظل لمدة تسعة أشهر بدون إله ففي هذه الحالة يستطيع أن يظل بدون إله إلى الأبد  .

ملك فرنسا لويس السادس عشر قاموا بسجنه لأنه حاول الهرب وظلت بلده بدون ملك لأنهم قاموا بشنقه ، وبالنسبة للعالم فهو يستطيع أن يظل بدون إله في مثل هذه الحالة .

المهم النصيرية ألهوا عليا وذهبوا إلى أن الله قد تجسد في صورة علي ، ولهم نظرية التدليس ، فيرون الألوهية مثلثة الأجزاء متحدة الحقيقة ،هي (معنى – واسم – وذات ) المعنى هو علي بن أبي طالب ، وهو الله ، الاسم هو محمد بن عبد الله والذات هو سلمان الفارسي .

علي خَلَقَ محمدا ، ومحمد خلق سلمان ، هذه هي مفاهيمهم .

اليزيدية غير الزيديين ، يعتبر أن سبب التسمية يرجع ليزيد بن اليسا ، ليست لديهم مواعيد محددة للصلاة ، بمعنمى عندما تريد أن تصلي صل ، كما يأمرون بالتناسخ والحلول .

الباطنية : الباطني هو من يخفي عقيدته ولا يظهرها إلا لمن يثق فيه ، وهنا أيضا المبدأ التقي الشيعي ، ويقول الباطنيون في التأويل وبالنسبة للقرآن ، هناك باطن وظاهر ، بالنسبة للظاهر يعرفه العلماء ، أما الباطن فلا يعرفه إلا الإمام .

رابعاً : السبأية : نسبة إلى عبد الله بن سبأ ، عقائدهم : الغيبة والرجعة ، الإمامة لعلي فقط ، وليس لنسله ، حتى النسل فلا تبقى إلا لعلي فقط ، ونال من هذا إمكانية إدعاء الإمام ، وهم يقدسون الإمام باعتباره معصوماً . كما يقولون بالتقية ، ويعتقدون بالحلول والتناسخ ، إذا اقتصرت الإمامة على علي فقط وليس في نسله قصد منه السبأيون تنصيب إمام باطني .

خامساً -  الكيتانية : مولى علي بن أبي طالب ، تعتقد الكيتانية أيضاً في رجعة الإمام ، وهو بالنسبة لها هو محمد بن الحنفية ، المولود في جبل عنده عسل وماء ويؤمنون بعصمة الإمام وتناسخ الأرواح والظاهر والباطن ، وإنفراد الإمام بتأويل الشريعة ، كما يذهبون إلى طاعة الإمام  من جوهر الدين .

هذه ثلاثة مذاهب كبرى ، خلق مذاهب من الغلاة ، هذه الشيعة انقسمت حول نفس الموضوع ، لكن المغالاة نفسها أحياناً لا تأتي في تقديس علي ، عندما تقدسه وتعطيه حقه، هكذا عندما ندقق النظر جيداً  في الاختلاف والخلاف بين السنة والشيعة، بينما من العبث أن نبحث عن اختلاف أو خلافات في أصول الإسلام ، حتى وإن كان الشيعة يضيفون الولاية إلى أصول الدين ، إلا أنهم لا يستطيعون البرهنة على ذلك استناداً إلى القرآن الكريم ، والذي ليس محل خلاف ولا محل اختلاف ، وإنما استناداً إلى أحاديث منسوبة إلى الرسول مشروطة بورودها من أهل البيت وهذا محل نظر،  ونحن نعرف ما الذي حدث حتى في أيام حياة علي حصلت انقلابات وطالت الخلافة وأرسل له عمر بن الخطاب ، قال إن لم تأت وتبايع لأحرقن عليك بيتك، فإضطر إلى المجئ وإلى مبايعة عمر بن الخطاب ، لأن عمر خاف أن يحدث هذا فتنة، لكن واقع المسلم ليس هذا أولئك العرب الأوائل تصرفوا كما تصرفوا كيف الآن تصبح وكأنك تعيش نفس الوضعية ، يعيشون الحاضر كما لو أنهم يعيشون الماضي . الخلاف الآن بين علي ومعاوية  الحرب بين صدام حسين وإيران وكأنه الخلاف بين علي ومعاوية، وهذا هو الواقع. الخلاف والاختلاف هو حول الخلافة ، أو كما يسميها الشيعة الإمامة، بالنسبة للسنة وهو توجه أكثر ديمقراطية ليس لأني سني، ولا يعنيني هذا ، لكن حقيقة التيار السني أكثر توجها نحو الديمقراطية ، وبلغة السياسة اليوم، فيرون أن كل مسلم أهل للخلافة، أو الحكم،شريطة عدم الأمر بما يخالف الشريعة، وهذا يفند دعاوى تعارض الإسلام مع الديمقراطية، بإمكان المسلمين اختيار أي شخص منهم إذا كانت هناك ديمقراطية . ولماذا تتعارض الديمقراطية مع الإسلام، بينما الشيعة يرونه حقا مطلقا لعلي ونسله، باعتبار أن الله قسم المهمة إلى قسمين، للرسول مهمة الإبلاغ عن الوحي، ولعلي ونسله حكم الأمة الإسلامية إلى يوم الدين، هذا المذهب هو الذي يتعارض مع الديمقراطية وليس الإسلام، على العكس يذهب عموم السنة إلى أن الحكم مسألة زمنية يجب أن ترجع بشورى الأمة ، هذا الخلاف لا يمكن إلا أن يكون سياسيا، ولا يمكن إرجاعه إلى أن يكون خلافا دينيا، على العكس ،الخلاف السياسي هو الذي ترتبت عليه بعض الخلافات التي منحت سمة دينية ، بما في ذلك جامع الحكم لعلي بن أبي طالب دور فيه بسبب تعلقه بالخلافة واعتقاده أنها حقه الشرعي اغتصب منه، باعتباره أقرب الأقارب للرسول ، حيث إنه أقرب الناس إلى الرسول إذ يرى أنه من يقوم بخلافته، وهذا هو تفكيره، لكن هذا رأي علي ، وليس أصلا من أصول الدين، نحترم رأيه ونقدره ولكنه ليس أصلا من أصول الدين ، لكن يجب معرفة أصول الدين، إلا إذا كان علي هو من سوف يضع أصول الدين، فإنه في هذه الحالة صحيح، لكن إن وضعنا أنفسنا في زمن لم يكن ممكنا فيه تبرير الحكم إلا استنادا للدين ، كيف تحكم الناس أنت ،  حتى وإن كان الوصول إلى الحكم جرى غالبا بواسطة القوة، كل الدول التي قامت قامت بالقوة ، سمها ما شئت عباسية ، أموية ، كلها قامت بالقوة حتى الفاطمية ، كلها قامت بالقوة ، لكن لا يمكن الحفاظ عليها إلا بشئ آخر غير القوة، القوة يمكن أن تقيم الدولة لكنها لا يمكن أن تحافظ عليها، تشريع الحكم في هذه الحالة يتطلب استخدام الدين ، لأن القوة لا تكفي، فإذا كنت قد استخدمت القوة للوصول إلى الحكم وحافظت عليه بالقوة، ستأتي قوة أخرى بنفس الطريقة، إذا لابد عندما يتم الاستيلاء على الحكم بالقوة لابد من تحويل تشريع الحكم من القوة إلى الدين ، الآن نتكلم عن الديمقراطية، النظام الرأسمالي يتكلم عن الحرية، طبعا، الحرية قامت على ماذا ؟ قامت على فروق ، لكن نقول لهم نحن أحرار ، في كل الأنظمة نحتاج بعد العنف إلى شئ آخر نسوغ به ما توصلنا إليه، وهذا موجود عند السنة كما عند الشيعة ، حيث إنه في السنة استخدموا الدين ، والشيعة استخدموا الدين، وفي كل زمان ومكان الدين استغل واستخدم في السياسة، يعني أن السياسة هي التي استخدمت الدين، لم تكن هناك دولة دينية، الدولة تبدأ ثم بعد ذلك تستغل الدين تدعو للخليفة في المساجد ، الله يحفظ مولانا، إلى آخر ذلك ، الله هو الذي أعطاه الحكم ، تعبيرات مختلفة لكي يجعل منه مقبولا ، الشيعة أضافوا إلى هذا العامل، عامل القرابة إلى الرسول،لكن كل المذاهب ، كل الدول التي قامت به أعطت لنفسها مبررا دينيا . نابليون قال أنا في مصر مسلم وفي باريس كاثوليكي، فكيف بإمكانه أن يحفظ فرنسا إذا قال إنه كاثوليكي في مصر، الدين استخدم في السنة كما عند الشيعة سيان ، لكن نقول إن الشيعة ، وهذا هو الدين الذي استخدمه فاروق، قال إنه قريب للرسول . الأردن أشراف ، والمغرب أيضاً كلهم قالوا إنهم من أقارب الرسول ، من أجل تبرير وجهة نظر كلا المعسكرين جرى البحث عن مبررات دينية ، الصراع السياسي موجود ، ثم حاول أن يقوم بتلفيق مبررات دينية ، كما ظهرت اختلافات بعض الشعائر الدينية بهدف تمييز كل معسكر عن الآخر ، وكفالة وحدة الجماعة الدينية ، وهذا ما نجده اليوم في الشعارات والرموز المستخدمة في الأحزاب السياسية ، وفي راياتها أو في التنظيمات السياسية إلى آخره . وهذا ما نجده أيضاً في فرض المذهب الشيعي على الإيرانيين في عهد الدولة الصفوية ، لأن إيران لم تكن شيعية إلى عند سنة 1501 لم تكن إيران شيعية بل كانت سنة ولا زالت تحوي نسبة كبيرة من السنة . وأحد أسباب الانقلاب على شاه إيران أنه سني ، بينما الأغلبية شيعة فبالتالي رفضوه . متى دخلت الشيعة إلى إيران ؟ في عهد الدولة الصفوية ، حين أعلن إسماعيل من 1501 إلى 1524 أعلن نفسه ملكا واستولى على كل إيران عام 1510 وجعل من الشيعة الاثنى عشرية دين الدولة ، مثل الدولة العثمانية الدينية ، أيضاً الصراع السياسي . كانت إيران تابعة للدولة العثمانية ، ككثير من الدول الإسلامية ، عندما استقل بها إسماعيل هذا أعلن إيران دولة شيعية اثنى عشرية ، لكي يستقل نهائيا عن الدولة العثمانية ليس سياسياً فقط بل دينياً أيضاً . هذا يعبر عن إرادة تمييز الدولة الصفوية عن الدولة العثمانية ، وتحررها من سلطتها ليس فقط سياسياً وإنما أيضاً دينياً، فبالتالي لا دخل لك بنا لا سياسيا ولا دينياً ، أنتم سنة ونحن شيعة .

أحياناً أخرى يلعب العامل الديني دوراً لا يقل أهمية عن السلاح والجيوش ، إذا كان بالإمكان أحياناً الاستيلاء على الحكم بالقوة العسكرية فإن الحفاظ عليه يحتاج إلى عامل آخر غير القوة العسكرية ، في زمن لم تكن الإيديولوجيات السياسية معروفة فإن الدين لعب هذا الدور كيف تجعل الناس يرتبطون بك ؟ الدين قوي جداً ، إذاً الدين لعب هذا الدور ، لكن في حالة عموم الدين يحتاج الأمر من أجل التفوق باستعمال عامل الدين إلى تبني وفرض مذهب للدين ، لم يكن الدين عاملا ، إذاً أخلق مذهبا للدين لكي يعطي قوة لجماعتك ويوحدهم ولكي يلعب هذا الدور . استخدام الدين بصورة عامة لا يعطي ميزة كبيرة لمن يستخدمه ، لهذا احتاج الأمر أحياناً إلى مذهب في الدين وهو ما تصنعه الآن الجماعات الدينية حالياً ، عندما تقول لي سلفي أو جهادي ، لابد من أن تعطي لنفسك خصوصية معينة لكي تجمع جماعتك وتحافظ على وحدتها وفي نفس الوقت يعطي قوة في الاستيلاء على الحكم .

الطموح السياسي يلتقي مع المذهب الديني ، والمذهب الديني في خدمة الطموح السياسي وهذا ما وجدناه في الدولة الوهابية والدولة السنوسية . يجب أن لا نبتعد.. المذهب السنوسي والمذهب الوهابي خدم دولة . رفع شعار الإسلام وحده لا يكفي في أمة إسلامية ، لذلك وجب تمييز ما يستند إليه الطموح السياسي دينياً . المذهب هكذا يعني سياسياً خلق مفهوم عن الدين يعطي للطموح السياسي قوة ومبادرة ، هذا ما كان في الدولة الفاطمية أيضاً ، وفي كل الدول المستندة إلى مذهب ديني ، كل الدول بدون استثناء التي تستند إلى مذهب الدين هو هذا ما يحصل . الاستيلاء على الحكم توزيع الأراضي يمكن أن تتكفل به الجيوش ، لكن للحفاظ عليه يحتاج إلى عامل أكثر من القوة العسكرية ، يحتاج إلى الدين . هذا الانتساب مثلاً لفاطمة ابنة الرسول وزوج علي بن أبي طالب يعطي مبررا وشرعية لسلطان قام على القوة . هنا يلتقي المذهب الشيعي الذي يقصر الإمامة على نسل علي مع طموح تكوين دولة ، الانتساب لفاطمة يعني توفر شرط الإمامة ، إذاً ما دام هذا الشخص جدته فاطمة من حقه الإمامة .

الحاكم هكذا ليس حاكماً لأنه يملك القوة العسكرية ، وإنما لأنه من نسل أهل البيت ، الناس تنسى أصل القوة الحر وتذكر أنه من الأشراف إلى آخره .

المذهب الشيعي يعطي هذا الإمام الحاكم واجب الطاعة وحتى تفسير الدين ، عندئذ المذهب الشيعي أفضل المذاهب لمن يطلب السلطان ، لا يوجد أفضل منه لمن يطلب السلطان ، فهو يعطي الإمامة مطلقة ليس هناك خيار للانتقاء ، ويعطيه الحق في تفسير الدين ، إذاً المذهب الشيعي ضالة الباحثين عن الحكم ، فقط مطلوب منه الإدعاء أنه من أهل البيت . وهو أمر ليس صعباً ، وكم منهم الآن من يدعي أنه من أهل البيت،  هذا يقدم من ناحية مساندة السلطان الفاطمي للمذهب الشيعي حين استولى على السلطان وحتى فرضه . لكن نتائج هذا المذهب وخيمة ، الإمام الحاكم لا يملك فقط السلطان الزمني وإنما أيضاً السلطان الروحي ، فهل ثمة حدود للطغيان . يملك السلطان الزمني ويملك السلطان الروحي ويفسر القرآن ويجتهد ، وواجب الطاعة إلزامي ، إذاً من يضع حدودا للطغيان ؟ في بلاد السنة الأمر مختلف بعض الشئ ، المدارس الفقهية تقول إن كل مسلم هو أهل للحكم ، لذلك من الصعب انحياز السلطة لمدرسة دون غيرها ، وإن حدث هذا في بعض الأحيان عندما قال المعتزلة بخلق القرآن ، هي ليست قضية مذهبية كبيرة ، هذه خطورة السياسة والدين . الخليفة كان من أنصار المعتزلة فنكل بأحمد بن حنبل ، وتغير الخليفة وجاء آخر ونكل بالمعتزلة . كما يصعب استخدام الدولة في فرض مدرسة من


"Operation Trojan Horse"


Statement by U.S. Secretary of State Hillary Clinton on the Occasion of Libyan National Day  (September 2010)

On behalf of President Obama and the people of the United States, I congratulate the people of Libya as you mark your National Day on September 1.  


Statement by Secretary Clinton: Libya's National Day

Office of the Secretary of State

On behalf of President Obama and the people of the United States, I congratulate the people of Libya as you mark your National Day on September 1.

Our governments have not always agreed on every issue, but our people share the dream of a safer world, a better life, and a brighter future for our children. The United States is committed to working with Libya to achieve these common goals. Although we have only recently reestablished relations between our countries, I hope these new bonds will endure well into the future. We look forward to strengthening the partnership between our governments even as we work through difficult issues, and we seek always to strengthen the friendship between our peoples.

On this occasion, we honor your history and culture, and I offer the people of Libya our warmest wishes for a happy holiday and a peaceful and prosperous year to come.


>>> Read More About "Trojan Horse" Relations betw. USA and Libya (2006 Statement) <<<

Image description

Timothy Bancroft-Hinchey
Pravda.Ru
Predictably, Turkey has reacted to the destruction of one of its aircraft with stupidity and cowardice and predictably, the western leaders have jumped at the chance to up the stakes in an internal conflict in Syria which they are aiding and abetting by providing terrorists with weaponry. Through Turkey.....

>>> Read More <<<

 

Aljamahiria.org / صحيفة الجماهير / 2012-07-04



- U.S. forces besiege Syria on the eve of the invasion

(May/June 2012 by RT)


A former official from within the ranks of the Federal Bureau of Investigation is reporting that US and NATO forces have landed outside of Syria and are training militants to overthrow the regime of President Bashar al-Assad.

Whistleblower Sibel Edmonds, formerly a translator with the FBI, wrote over the weekend that American soldiers are among the NATO troops that have mysteriously and suddenly landed on the Jordanian and Syrian border. According to her, several sources internationally have confirmed the news, although the US media has been instructed to temporarily censor itself from reporting the news.


Additionally, Edmonds says that American and NATO forces are training Turkish troops as well, to possibly launch a strike from the north of Syria.


Edmonds writes that an Iraqi journalist based out of London has confirmed that US forces that vacated the Ain al-Assad Air Base in Iraq last week did in fact leave the country as part of President Obama’s drawdown of troops, but rather than return home, the soldiers were transferred into Jordan during the late hours of Thursday evening....


>>> Read More <<<


...

Popular Posts-صحيفة الجماهير

Green Resistance attack two more police stations in Benghazi


Two more police stations were attacked in Libya's eastern city of Benghazi in the early hours of Sunday morning, the local council said, after two others were bombed on Friday. (13.5.2013) > Read More >


Have YOU got any IDEA, where the name "Al Qaeda" was taken from?

(US was the FIRST to blame the `to this time` UN-KNOWN "Al Qaeda"

(September 2001) - Al Qaeda means nothing else than "September" in the (Saudi) Arabic calendar !

September 11, 2001: Fraud and Treason...

> www.brasscheck.com/ <