دعا البابا بنديكتوس السادس عشر إلى وقف إرسال الأسلحة إلى سورية وقال انه بدلا من إرسال أسلحة الذي يعتبر خطيئة كبرى من المناسب ارسال افكار السلام والخلق والمحبة.

ونقلت ا ف ب عن البابا قوله للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته من روما إلى بيروت "إن إرسال الأسلحة يجب ان يتوقف نهائيا لأنه دون إرسال الأسلحة لا يمكن للحرب ان تستمر".

وأعلن البابا الذي وصل أمس الى بيروت في أول زيارة له إلى لبنان أنه لم يفكر أبدا في إلغاء هذه الزيارة بسبب الوضع الأمني في سورية.

وقال "لم ينصحني أحد بإلغاء هذه الرحلة ومن جهتي لم افكر في هذه الفرضية".

وأضاف "بما ان الوضع في سورية يصبح أكثر تعقيدا من الضروري أكثر إعطاء إشارة الصداقة والتشجيع والتضامن هذه.. إنه مغزى زيارتي.. الدعوة إلى الحوار ضد العنف والمضي معا لإيجاد حل للقضية".

وانتقد البابا الأصولية وقال إن الاصولية هي دائما تحريف للدين ورأى أن الرسالة الأساسية للدين يجب أن تكون رفض العنف الذي هو تحريف مثله مثل الأصولية.

واعتبر البابا بنديكتوس السادس عشر أن "صرخة الحرية الصادرة عن شباب متقدم اكثر ثقافيا ومهنيا يرغب في المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية هي وعد وامر ايجابي جدا".

وأضاف.. "نعلم ان صرخة الحرية بمثل هذه الاهمية والإيجابية تواجه مخاطر إن تغفل شقا جوهريا من الحرية وهو التسامح مع الاخر وعلينا ان نقوم بكل شيء لكي يذهب مفهوم الحرية في الاتجاه الصحيح".

ورأى البابا أن "الكرامة العربية المتجددة تعني تجديد مفهوم العيش معا وتسامح الغالبية والاقلية وان الحرية يجب ان تتواكب مع حوار اشمل وليس هيمنة طرف على الآخر".

وأكد الحبر الأعظم على رسالة سلفه الراحل يوحنا بولس الثاني الذي زار لبنان في العام 1997 قائلا "إن هذا البلد رسالة في هذه المنطقة التي هي مركز لقاء الاديان السماوية الثلاثة".

ووصف بابا الفاتيكان في كلمة مقتضبة لدى وصوله مطار بيروت الدولي العلاقة بين لبنان والفاتيكان بالتاريخية والعميقة.

وأشار البابا إلى أن هناك هدفين لزيارته إلى لبنان أولهما تمتين العلاقات الممتازة بين لبنان والكرسي الرسولي والمساهمة في تعزيز هذه العلاقات وثانيهما هو التوقيع على وثيقة الإرشاد الرسولي مجمع السينودس الشرق الأوسط.

وقال "لقد برهن اللبنانيون بأنفسهم ولجميع سكان الشرق الأوسط وللعالم أن التعاون يمكن أن يوجد بين الكنائس على اختلافها بروح من الصداقة والتعاون والتفاعل مع الجماعات الأخرى والتعايش في ذات الوقت والحوار على أساس الاحترام المتبادل".

وكان في استقبال بابا الفاتيكان في المطار ببيروت عدد من المسؤولين على رأسهم الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيسا مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وحشد كبير من البطاركة.

الرئيس اللبناني يؤكد خلال استقباله بابا الفاتيكان في مطار بيروت أهمية العيش المشترك للمسلمين والمسيحيين في الشرق

وأكد الرئيس سليمان في كلمة ترحيبية بالبابا بنديكتوس السادس عشر في مطار بيروت أهمية العيش المشترك للمسلمين والمسيحيين في الشرق.

وقال سليمان "إن الكرسي الرسولي ولبنان ارتبطا بعلاقة تاريخية واليوم إذ تستقبلكم العائلة اللبنانية فإنها ترحب بقداستكم وشئتم أن تعلنوا للعالم أجمع مدى أهمية وطننا كنموذج في تنوعه ووحدته وتؤكدوا مدى أهمية الوجود المشترك للمسيحيين والمسلمين للحفاظ على دعوة لبنان التاريخية في خضم التحولات العربية الكبرى التي تفرض علينا توحيد الرؤى والصفوف لبناء مجتمع قائم على الحرية والعدالة والمساواة.

وأضاف الرئيس اللبناني "شئتم أن تختاروا لبنان وتحملوا منه رسالة سلام إلى شعوب المنطقة من خلال الإرشاد الرسولي فالسلام بنظركم ليس نبذاً للعنف والدم فقط بل ارتباط وثيق بالله الواحد وهو سلام الحق والعدالة والاحترام الذي يبنى على الحوار ويترسخ بالتلاقي".

وأعرب سليمان عن أمله أن تأتي زيارة البابا إلى لبنان بالخير على لبنان وشعوب المنطقة جميعها ومن بينهم المسيحيون المتجذرون بهذه الأرض.

ولفت سليمان إلى أن من تداعيات الظلم الذي حل في فلسطين وجود آلاف اللاجئين الفلسطينيين على الأراضي اللبنانية حيث يسعى لبنان مع الأونروا لتأمين احتياجاتهم مشيراً إلى أن مساعدة اللاجئين الفلسطينيين مسؤولية دولية بانتظار حل عادل لقضيتهم وقضية الشرق الأوسط.

وجدد الرئيس اللبناني عهد وفاء لبنان لذاته والشهادة لقيمه المتجذرة في الإيمان وقال "كانت الأرض أرضاً للحروب والعدوان ونتج عن ذلك الكثير من التهجير والدمار إلا أن لبنان أعاد المهجرين إلى مدنهم وقراهم بينما هاجر الكثيرون من أهله وساهموا في بناء الدول الأخرى وتعاونوا وهم مصدر قوة وثروة للبنان وهم عنصر من عالميته".

البطريرك لحام: حل القضية الفلسطينية كفيل بحل مشكلات العالم العربي

وأكد البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية مشيرا إلى أن حلها كفيل بحل مشكلات العالم العربي.

وأشار البطريرك لحام في كلمة ألقاها خلال حفل أقيم أمس لتوقيع الارشاد الرسولي في حاريصا بحضور البابا بنديكتوس السادس عشر إلى اهتمام السينودس لأجل الشرق الأوسط المميز بقضية لها تأثير كبير على الكنيسة في الشرق العربي هي القضية الفلسطينية مضيفا ان موقف الفاتيكان الثابت على مر السنين تجاه هذه القضية هو عمل حق وعدل وعدالة ويحتاج إليه عالمنا اليوم الذي تكثر فيه المظالم السياسية وهكذا يبقى الفاتيكان رائد العدالة العالمية.

ولفت إلى أن حل القضية الفلسطينية كفيل بأن يحل مشاكل العالم العربي الأكثر تعقيدا وتثبيت الوجود المسيحي في الشرق مهد السيد المسيح ليتابع المسيحيون فيه مسيرتهم التاريخية ودورهم ورسالتهم جنبا إلى جنب ويدا بيد مع إخوتهم ومواطنيهم المسلمين مبينا أن الاعتراف بفلسطين هو أثمن هدية تقدم إلى المشرق العربي بجميع طوائفه مسيحيين ومسلمين ويضمن تحقيق أهداف السينودس لأجل الشرق الأوسط.